اراء

إلى اللاهثين الجدد خلف موضة الالحاد والخروج من الاسلام

مسعد السالمي – اليمن
استفزني جدا كالكثيرين ممن شاهدوا فيديوهات لبعض الشباب وهم يستشهدون بجوازاتهم لإشهار خروجهم من الاسلام وبعض المنشورات الخاصة بالزئبق اليماني #علي_البخيتي ومن تبعهم او على نهجهم، رسالتي لهم هي قول الله تعالى: “لكم دينكم ولي دين” صدق الله العظيم، ومن لا شك فيه لستم مرغمين البقاء في الاسلام، وفي المقابل ليس من حقكم الاستهتار بالإسلام والمسلمين والتي لم يفعله ذوي الاديان الاخرى، غادروا الاسلام كيفما تحبون دون الحاجة الى الضجيج والمنشورات الممولة ونحن مصدقين لكم، وبدون الحاجة الى تصيد بعض الاخلاقيات الا مسؤولة والمرفوضة واستثمارها بغباء من اجل تبرير رجولتكم وشجاعتكم وذكاءكم الواهم لكونكم اكتشفتم الطريق الصحيح خارج اطار الاسلام، انني اجزم بانكم لستم على دراية كاملة بماهية انبعاث شعاع الاسلام في تلك الفترة الى يومنا هذا، الله بعث النبي محمد سيد البشرية صل الله عليه وسلم من اجل اتمام الرسالة السماوية في تكريس قيم العدالة ومكارم الاخلاق في جميع اصقاع الارض، لجميع مكونات الامم دون استثناء، ليصبح الاسلام بمثابة المنقذ، والدين الجامع لكل اللوائح والانظمة الانسانية البناءة لتنظيم حياة البشر في ارقى مراتب التقدم، التي تدّعي بها كل الجهات والانظمة والمنظمات والمؤسسات الدولية المتحدثة بهتانا بخلق هذا النظام الانساني المثالي، ليعيدوا تصديره الينا بحلة جديدة تحت عباءة التقدم والحرية المكذوبة وعن طريق اغبى الناس والذين هم للأسف من بني جلدتنا وينتمون لهذا الدين زلفا، محاولين تكريسه لدى اذهان خفيفين العقول ان النظام المستورد هو الالية الصحيحة والاساسية لإدارة شئون العالم، وان الاسلام بمثابة نظام دموي رجعي دكتاتوري جاهلي لا ينتمي الى روح العصر كما يتفلسف الاغبياء الجدد، دعونا نعيدهم الى الخلف من حكمة ظهور الاسلام وما هي البيئة التي جعلت من جعله نظام الارض الامثل على الاطلاق, والله ميز العرب دون غيرهم في تلك المرحلة لحمل رسالة الاسلام الى كافة الامم كتكليف أكثر مما هو تشريف، ومن نقطة البداية يخبرنا التاريخ على واقع أمم الأرض في تلك المرحلة الزمنية التي يريدون احياءها بغباء خلف قناع الانسانية ونظام العالم الجديد الذي يتهافتون عليه شلة الملحدين الجدد والخارجين عن الاسلام وهم في الحقيقة لا يفقهوا عنه شيء، ولهذا نجدهم تأخذهم العزة بالإثم في المضي قدما خلف هذه الموضة السيئة، اسالوهم اذا كانوا يعرفوا حقا لماذا انزل الله رسالة الاسلام وكانت اخر رسالة سماوية للعالمين؟
اخبروهم ان الفرس لم يكونوا على دين، كانوا مجوساً يعبدون النار, ويأخذون بمبادئ مذهبي (الزرادشتية والمزدكية)، وهما تتبعان فلسفة مادية بحتة لا تقر بفطرة ولا تعترف بدين، فالزرادشتية مثلاً تفضل زواج الرجل بأمه أو ابنته أو أخته، والمزدكية من فلسفتها حلّ النساء، وإباحة الأموال، ولهذا انزل الله الاسلام.
اخبروهم ان الروم كانوا على دين عيسى عليه السلام لكنهم انحرفوا عن ما جاء به فكان نظامهم غارق في الانحلال، حيث حياة التبذل والانحطاط، والظلم الاقتصادي جراء الضرائب، إضافة إلى الروح الاستعمارية، واعتمادهم على قوتهم العسكرية، وتلاعبهم بالمسيحية وفق مطامعهم وأهوائهم، ولهذا بعث الله النبي محمد (ص) لتصحيح مسار العالم ودحر الظلم والحرية.
اخبروهم ان الفرس والروم آنذاك لم تكونا قادرتين على توجيه البشرية نحو دين او نظام صحيح، او مؤهلتين لحمل رسالة او نظام عالمي صحيح، ولهذا اكرم الله العرب في حمل رسالة الاسلام دون غيرهم.
اخبروهم ان اليونان وشعوب أوروبا عاشت حياة بربرية، تعبد الأوثان، وتقدِّس قوى الطبيعة، فضلاً عن كونها غارقة في الخرافات والأساطير الكلامية التي لا اساس لها من الصحة، ولهذا بعث الله الرسالة (الاسلام).
اخبروهم ان الشعوب في الهند والصين واليابان والتبت، كانت تدين بالبوذية، وهي ديانة وثنية ترمز لآلهتها بالأصنام الكثيرة وتقيم لها المعابد, وتؤمن بتناسخ الأرواح، ولهذا انزل الله الاسلام ليكرم به الانسان لدحض كل الخرافات والزيف والعبودية والجهل.
اخبرهم انه كان هناك اليهود، مشتتين ما بين بلاد الشام والعراق والحجاز، وقد حرفوا دين موسى عليه السلام، وافتروا الحكايات الكاذبة على أنبيائهم مما شوَّه سمعتهم, وأحلَّوا التعامل مع غيرهم بالربا والغش، فعم الانحلال والاضطراب والضلال و تفشي الفساد، واصبح العالم قائم على نظام القيم المادية البحتة، ولهذا بعث الله الاسلام ليكون حاميا للمستضعفين هاديا العالمين لعدالة الله.
خلاصة القول نحن نعلم يقينا انهم يكذبون من اجل الحصول على شهرة مشبوهة مكفولة الدفع، دون ادنى معرفة بمعنى الدين، او الاخلاق، او الانسانية، او الحرية، التي فعلا لا تنتمي لعقول فاضية ومفلسة كتركيبتهم الهشة، واضافة لحديثهم (الملحدون) ماذا قدموا لهذا الدين، وما هو المكسب الحقيقي بخروجهم او بقاءهم، فدين الله غني عن عقولهم الكرتونية الزئبقية المدفوعة الاجر.
من يصل حقا الى مرحلة الشكوك والضعف في الدين، فهو يشبع غريزته في التوسع بالبحث والتعمق اكثر في كل الديانات وتاريخ الحضارة الانسانية بمختلف معتقداتها وازمنتها، وبالتأكيد من كان على هذه الحالة سيكون له وجهة نظر واحدة وصائبة حتى وان اطَّلع على كتب التاريخ من مؤسسات فكرية قائمة على التزوير او تشويه الحقائق او الاحداث التاريخية، ومع ذلك التزوير استحالة ان يطمس كل حقائق التاريخ فلابد من ان هناك ضوء لا تستطيع كل قوى العالم حجبها عن اعين الباحثين في نظام القيم والعدالة والحرية والانسانية الصحيحة، وهذا يؤكد بصورة مطلقة خلو كل المتفلسفين الجدد من هذه الحالة لان نتيجة البحث تظهر للعلن نضج ما وصل اليه الباحث من اخلاق وتعامل ونبل واحترام لمشاعر الانسان مهما كان ومن أي فئة كان، لما وصل اليه الباحث من مرحلة متقدمة جراء ما تعلمه في بحثه الدؤوب خلف النظام الصحيح للأرض بعيدا عن الدين الذي هو فعلا بريء مما يتشدقون او يدعون..
ختاماً الاسلام يا عزيزي ليس مجرد حروف مدونة في جواز سفرك او هويتك الوطنية، الاسلام هو اخلاق، هو تعامل، هو تقدير الذات، هو حرية، هو ضوء، هو احترام كل مشاعر وحقوق الاخر مهما كانت واينما كنت انت، الاسلام هو الضمير النقي الذي لا يكذب، لا يخون، لا يزوِر، لا يجامل، لا يبيح عرض ومال ودم الاخر بعبثية، الاسلام هو العمل، هو اعمار الارض، هو المادة الروحية غالية الثمن في نشر كل مكارم الاخلاق في جميع بقاع الارض..
من وجهة نظري هذه المرحلة التي ادت الى كونهم يتشدقون علانية، ويسخرون من هذا الدين وحاملوه، هي بمثابة مرحلة تصحيح جيدة بل اكثر ايجابية في مسار الدين لتمحيص منهم المندسين في الاسلام اسماً ويسيئون اليه، وكون وجودهم يمثل نقطة شديدة السلبية في كونهم كانوا محسوبين على المسلمين ولا يعوا ما هو الاسلام حقاً، والدين لا يحبذ هذه الاشكال..
ونحب نطمئنهم انه رغم الحملات التشويهية المنظمة ضد الاسلام والمسلمين التي يقوم بها دول عظمى ومؤسسات عملاقة من هم خلفهم، ان الاسلام ينتشر وبأعداد كثيرة ومهولة وفي عقر دارهم عن اعداد من يتسابقون لاهثين بالرحيل عنه..
ومختصر الحديث الاسلام هو :أكرم الناس أتقاهم لله، والتقى هو الصلاح، ان تكون تقيا يعني انك مسلم حقا، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده.

#اليمن
#مسعد_السالمي
اذا كنت متفق معي اضغط مشاركة..

زر الذهاب إلى الأعلى