اراء

كلمة لابد منها

# صلاح القادري

حين نطالع الفرق بين ماكنا عليه في العام 2009 وما قبلها وما اصبح حالنا عليه اليوم في العام 2019 ندرك مدى الفارق الكبير خلال العشرة الأعوام المنصرمة وما لحق باليمن من ضرر كبير جراء الصراع على السلطة مما سمح ومكن أصحاب المشاريع الصغيرة والضيقة السيطرة على الوطن وبث ونشر مشاريعها الطائفية والعنصرية البغيضة والتي اوصلت حالنا الى ما هو عليه اليوم؛

اتذكر الانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها الراحلين الرئيس السابق على عبدالله صالح والدكتور بن شملان وكيف كان التنافس عبر صندوق الاقتراع محتدم كبلد ديمقراطي يسعى ان يكون نموذجا يحتذى به في المنطقة وان كان شاب ذلك بعض القصور ولكنها كانت عملية ديمقراطية يسعى فيها كل طرف الوصول الى السلطة بطرق مشروعة بين قطبي التنافس في الوطن المتمثل في المؤتمر الشعبي العام كحزب حاكم ويمتلك جماهيرية شعبية واسعة وتكتل ما يسمى بأحزاب اللقاء المشترك المعارض والذي له كذلك شعبية لا يستهان بها خصوصا انه تكتل يجمع معظم أحزاب المعارضة الرئيسية في اليمن والتي فاز فيها الرئيس السابق صالح رحمه الله ،

مرت الايام لتكبر الهوة بين أبناء اليمن الواحد المؤمن بالجمهورية والديمقراطية لأسباب قد نتفق او نختلف عليها حاليا وكلا له رؤيته للإحداث ولكنها تتابعت وتسارعت نحو الهاوية الذي مست كل الثوابت الوطنية بما فيها البناء او البيت الذي يجمعنا جميعا والذي أسسه أبناؤنا الجمهوريون الاوائل بعد ثورة السادس العشرين من سبتمبر المجيدة ،

لنجد انفسنا اليوم نبحث عن وطن يجمعنا بعد سيطرة من تربص به وبنا طيلة السنوات الماضية ليسطر عليه في لحظة فارقة من الزمن ،
لا اريد هنا ان أسرد الأحداث او أحمل اللوم طرف دون أخر فكلنا ساهم في ما وصلنا إليه اليوم ولكني أريد ان أتحدث أننا لا زلنا نكرر الأخطاء والانقسام والذي تستفيد منه الجماعة الانقلابية بل وتستمد منه قوتها وبقائها واستمراريتها ولذا

يجب على الجميع اليوم جمع الكلمة ووحدة الصف وترك الخلاف مهما كان أسبابه ومسبباته والتوحد خلف القيادة الشرعية للجمهورية ممثلةبالرئيس عبدربه منصور هادي للتغلب على كل الصعوبات والانتصار للثوابت الوطنية والوصول إلى اليمن الاتحادي الجديد يمن العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية أما إذا صمتنا وتقاعسنا وبقى الخلاف بيننا فستذهب اليمن وأبناؤها نحو مزيد من الفتن والمعاناة والتشظي والجحيم لا سمح الله ،

 

في الاخير حفاظنا على النظام الجمهوري الديمقراطي الشوروي والوحدة هو في الأساس حفاظا على أنفسنا، ومواجهتا جميعا بكل قوة وأمانة وصدق ومسؤولية مشاريع التقزيم والتقسيم والتآمر هو حفاظ على تنوعنا وبقائنا في الوطن الواحد الأمن والمستقر والمستقبل المشرق بإذن الله؛

لنتجه جميعا صوب بناء اليمن الاتحادي الجديد يمن العدل والبناء والمساواة اليمن الكبير والسعيد أرضا وانسانا إن شاء لله.

حفظ الله اليمن وكل أبنائه الشرفاء الوطنيين المخلصين إنه سميع مجيب .

*رئيس قطاع الاذاعة بالجمهورية اليمنية

زر الذهاب إلى الأعلى