اراء

المثقفون واجهة بلدانهم

صدام كعبابي

المثقفون واجهة بلدانهم من خلالهم تُعرف الحضارات وتُدرك قيمتها وأهميتها وما يميزها عن الحضارات الأخرى، والثقافة منهج متكامل.. مكتمل الأركان قد نجدها مجسدة في قصيدة شاعر أو كلمة كاتب أو ريشة فنان تشكيلي وقد تكون موجودة في بحة صوت لفنان غنائي أو تناغم لحن في أوتار موسيقى ومما لا شك فيه قد نجدها مزخرفة في معلم معماري.

الثقافة انعكاس لحالة المجتمع ومستوى رقيه، نجدها مجسدة في الطرق والساحات والحدائق والمسارح والكليات والمستشفيات ودور العبادة ..آلخ ونجدها متجسدة في المواطنين من خلال سلوكهم ومدى انضباطهم في ذلك.
الثقافة دليل على مدى الوعي وهي مقياس تحرر الفكر وعقلانيته.

في المشهد الثقافي اليمني صورة طبق أصل لحالة الفوضى والصراع الحاصل في البلد، وما كانت ستكون لولا العبث المتعمد في أسياسيات المسمى والإنتساب، ولولا العبث الغير متعمد المتمثلة في تغليب لغة العاطفة على لغة العقل، المستندة على ركائز وركائن ما كان يجب المساس بها أو تجاهلها، هذا كون المثقف واجهة بلد، فليس كل أديب مثقف.

وفي المشهد الثقافي صورة طبق أصل للشللية المنفرة للأخر الطاردة لما دونهم والمتقوقعة غالباً حول الأنا، أما على أساس القديم والجديد وأما على أساس سياسي أو مناطقي أو ” صحبوي “ والتي تعمل على خلق حالة من الصراع والتنافس من أجل لا شيء، وفي سبيل ذلك قد يُعمد على أستغلال كل ما يمكن حتى تلك الأمور التي لا تتوافق مع طبيعة كون الإنسان إنساناً محكوم بأخلاقه وتعامله مع الأخر، فماذا لو كان أديباً..!
وقد يُعمد ايضاً على منح القاب وجوائز وتكريم دون قيد عقلاني أو شرط منطقي أو أساس دافع لذلك.

أعود لقول أن المثقف واجهة بلد وفي البلدان العربية غالباً ما يُحاربون ويُهمشون ودائماً ما كانوا خارج دائرة الضوء هذا لأنهم لم يتخلوا عن مبادئهم _ وما كان لهم أن يفعلوا ذلك_ ، والتي لم تنسجم مع أصحاب القرار والسلطة.

قوة المثقف تكمن في قناعاته، تتعاظم في التفاف الناس حوله والدفع به للواجهة والتي هي مكانه الطبيعي، هنا وحسب ستكون بداية التغيير لأي بلد متخلف.

زر الذهاب إلى الأعلى