الفساد والمسؤول الفاسد ..!

إذا كانت الأحزاب كلّها ضد الفساد فمن أين يأتي المفسدون، ولماذا يقوم معظم المسؤولين بتغطية هؤلاء الفاسدين ومنع المحاكمة عنهم؟”.. لا أحد ينكر وجود الفساد فالحاكم يجاهر بمكافحة الفساد والمعارضة تتهم الحاكم بغض البصر عن الفساد!! والمواطن مثل الأعمى في ليلة مظلمة يعمها الغموض اصلا!!
ومن علامات الفاسد، منها أن الفاسد صاحب نظرة دونية ومطامع دنيوية.. يملك نفسية دنيئة وعقلية خبيثة وشخصية وضيعة.. يسري في كيانه أكل الحرام، ويربض على تفكيره الغنيمة من المنصب واحتلال المكان.. نواياه غير صادقة، وأعماله غير جادة، وكلماته خادعة، وخططه كاذبة.

يعتمد المسئول الفاسد على التنظير، ويسعى للبريق والشهرة، ويهتم برفع الشعارات، ويتظاهر بالمثالية، وهو منها بعيد.. يعمل على محاربة الكفاءات، وخنق القدرات، وحبس الطاقات، ومنع الإبداعات.. يقوم بنهب الخيرات، وسلب المقدَّرات، والسطو على الاعتمادات.. حكيم في الغرف، رائع في الهدر(الكلام السَّاقِط الباطل)، محتال في القنص، محنك في التجاوزات.. يهمل الخطط، ويتلاعب بالأنظمة، ويفعل ما يشاء، وينفذ ما يرى، ويقوم بما يريد.. يشتغل بالسيطرة على المرؤوسين، وتكميم أفواههم، وتوجيه تحركاتهم لمصالحه الشخصية.

المسئول الفاسد يعطيك مرادك، ويحقق لك مبتغاك؛ إذا كنت تسبّح بحمده، وترضخ لقوله، وتسير في منهجه، وتنقاد لمطامعه.. المسئول الفاسد هو المتسبب في تلوث الأجواء، وخلخلة الاستقرار، وضعف الانتماء، وموت الإبداع، وانحسار النشاط، وتواضع الأداء.. يبغضه الأفراد، ويرفضه الناس، وتنبذه كل المجتمعات، وتحاربه جميع التشريعات.. المسئول الفاسد لن يهدأ له بال، ولن يرتاح له حال، حتى يملأ بطنه بالمال الحرام.. يضيع الدين، وينحر الأمانة، ويقفز على النظام، ويخون الوطن، ويخدع المواطنين.

المسئول الفاسد وراء الانحدار، وخلف الانحطاط، وسبب للبؤس والتخلف والضياع.. إما أن يهرب ويختفي، أو يحاكم على كل صغيرة وكبيرة، ويحاسب على كل شاردة وواردة.. فيا أيها المسئول الفاسد: (إن الله لا يحب المفسدين).. غدا سوف تُسأل عما اقترفته نفسك، وغرفته يداك.