اراءاهم الاخبار

مله بس.. مله عيب.. !

هزة قلم

مله بس.. مله عيب.. !

أنا لا أزعم، بل أجزم أنكم على عكس ماقاله سيد الخلق (صلوات ربي وسلامه عليه)!
ما أراكم إلا قد شططتم بعيدا جدا في سوق الأعذار الواهية للتغطية على حالنا المنكوس، ووضعنا المرفوس، وإسلامنا المعكوس!

التعرض للعرض بحجة السياسة ماهو إلا السقوط الأخلاقي بعينه للآسف الشديد، وتسفون التبرير وراء التبرير بشكل مقيت، مرة بقولكم إنه حوثي، ومرة لأن الشخص علماني.. وهكذا.
العلمانية موجودة في اليمن، والإسلام مجمد في الثلاجة، وحلت محله الشكليات والمراسيم، والعادات والتقاليد، ولصوصية المجتمع وفساد وسلالية وطائفية أفراده.

ليس كل من طالب بالإصلاح السياسي والإجتماعي شخصا فاسدا، وليس من طالب بالحريات العامة متحللا من دينه، وليس كل من رفض ولاية الفقيه، وحصانة علماء الدين ملحدا، وليس كل من جهر بصوت الحق المعارض للقبيلة وسدنة الدين متنصلا عن أصله وفصله ويمنيته ووطنيته وعروبته وإسلاميته!
فارجوا أن تراجعوا مفاهيمكم ونظرتكم للآخر الحر، المناضل الفكري السلمي، فالإختلاف الفكري لا يفسد المواطنة الصالحة قضية! ولستم يامن تدعون الإسلامية والوطنية بأحرص منهم على الإسلام والوطن الذي أضعتموه بإسم الدين!
تدبروا قول الله تعالى: “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس!”، وقوله تعالى: “أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم!”.
هذان دليلان واضحان بينان على أن الإسلام في اليمن قد جمد ونحي، وحل محله إسلام البشر، لا إسلام رب البشر. نوعان من الإسلام صنعتموها بأيديكم: إسلام خشبي جامد غير مرن، ولا قابل للتكيف مع الظروف والمتغيرات، وتريدون أن تسوقوا الناس إليه سوق الإبل، أساسه العيب والعرف والعادات، وأدلته نصوص الحديث الملوية، والتفسيرات العوجاء والغير منطقية لها وللآيات، وتنزيلها محل الهوى، وإدارتها مع الهوى حيث دار، مناطها التشدد الممجوج، والتنطع المذموم، والقشور الزائفة التي تخفي ورائها أحكام هايفة. وآخر إسلام بلاستيكي مطاطي إلى حد كبير ليتلائم مع متغيرات ومتطلبات أهوائكم وفساد قلوبكم متى شئتم، تقولون هذا حلال وهذا حرام، فالحلال صار ما يوافق هوى “المشايخ” والسادة، والحرام ما خالفه: “ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله. إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون!”.

وعن أي إيمان في اليمن نتحدث، وأي حكمة؟؟؟
أهو إيمان المتسلفين، أم إيمان المتأخونين، أم هو إيمان المتحوثين ام المتدعششين، أم الناصريين والقومجيين؟؟؟؟
أنتحدث عن إيمان الوادعية، والجامية، أم الربيعية المدخلية؟ هل نتحدث عن الزيدية الطائفية السلالية، أم عن الصوفية الهاشمية البدعية، ام عن إسلام المشايخ والقادة والزعماء، أم عن إسلام الحكام أم عن عامة الناس؟؟؟؟
أنتحدث عن إسلام سلفيي السواك، والثوب القصير والغترة والعقال، أم عن سلفيي السلاح والدم والذبح والاقتتال؟؟
وعن أي حكمة نتكلم؟ عن آكل مال اليتيم، أم عن ضياع الأمانة، وقول الزور وشهادة الزور والحلف والحنث باليمين؟
نتكلم عن ظلم المرأة وأكل حقوقها، أم عن بيع القاصرة في زواجة بائرة سافرة؟
نتكلم عن الحكمة في أكل أموال الناس بالباطل حيهم وميتهم، أم عن الحكمة في السطو على أراضيهم وبيوتهم؟؟؟
أعن الحكمة في الرشاوي وأكل مال السحت، أم عن السرقة والفساد والنهب وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؟
كل ذلك يحدث تارة باسم الدين، وتارة باسم النبي وآل بيته، وتارة بالهاشمية الصفوية، وتارة أخرى بالقوة والعنجهية؟
أنتكلم عن مشايخ السلطة الدينية، أم مشايخ النهب والقبيلة؟
انتكلم عن الظلم ونهب الحقوق، وإراقة الدماء، وعن المخدرات المتفشية، والخمور المنتشرة، والزنا المستفحل، واللواط المتستر، وخطف الأطفال…. الخ
كل ذلك من الحكمة اليمانية! ما شاء الله!
نتحدث عن الحروب، وتفتيت الدولة والمجتمع… أم نتحدث عن العمالة والخيانة الوطنية.. والارتهان لآل سعود.. ولآل ناقص.. أو للخارج أيا كان وبأبخس الأثمان؟؟؟؟؟

لا يسعني في الأخير إلا أن أقول: “الإيمان يمان.. والحكمة يمانية!”
وحسبنا الله ونعم الوكيل!

أ. محمد الدبعي

زر الذهاب إلى الأعلى