اراءاهم الاخبار

هزة قلم..! أحبابي شباب الفيسبوك!

هزة قلم!

أ. محمد الدبعي

شبابنا هيا إلى المعالي
هيا اصعدوا شوامخ الجبال
هيا اهتفوا يا معشر الرجال
نفدي الوطن بالروح بكل غالي!

أن تكتب على شبكات التواصل الاجتماعي، وبالذات على الفيس بوك وتتواصل مع العالم من حولك فهذا أمر جيد.
أن تتعرف على الناس.. ويصير لك أصدقاء تتبادل وإياهم الكلمات والمجاملات والمعارف والأخبار والطرائف والنكات أمر خلاب ومحمود. فما أسهل طريقة الإتصال وما أسرعها وألطفها حيث أن الأمر لا يكلفك أكثر من جهاز هاتف واشتراك في إحدى باقات الإنترنت، وبعضا من الوقت كي تنقر على لوحة المفاتيح.. فيصير العالم كله في ثوان  بين يديك.
من الجميل أن تتبادل وجهات النظر في الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع الأصدقاء والمفكرين وأصحاب الرأي والاختصاص، لأن الحوار مع الكبار يعطيك من شيم الكبار.
أمر رائع أن تفتح أبواب الحوار والنقاش الراقي والهادف مع اصدقائك في كل القضايا التي تهمك وتهم البلد والأمة، وتؤرق مضجعك وتقلق سكينتك، فالحوار مع العقول يثريك من فكر العقول.
شيء مدهش أن تشارك أصدقاءك في عالم شبكة العنكبوت الإلكترونية الأفراح والأتراح والأحزان والآلام والهموم.. ويشاركونك.
عظيم أن تستشيرهم ويستشيرونك، وتشير عليهم ويشيرون عليك فيما يجابهك ويجابههم في معترك الحياة وصخبها.
أخاذ وممتع أن تبث همومك وأحزانك لأصدقائك ومتابعيك في صورة أبيات شعرية جميلة، أو نصائح ثمينة غالية، أو في منشور نثري قشيب، أو في قصة طريفة هادفة، أو في صورة حزينة قابضة ومؤثرة، فيتفاعلون معك ويشاطرونك، ويدمعون لدمعك، ويتأوهون لآهاتك…
لقد بذل عنكبوت الشبكة جهودا جبارة في اختصار المسافات، وتقريب الأحباب من بعضهم.. فالشكر كل الشكر له والعرفان وخالص الامتنان.

لكن في المقابل وجدت وللأسف الشديد أن كثيرا من شبابنا يسفف فكريا في استخدام الفيس بوك إلى حد اللامعقول، ويسرف في الوقت والمحتوى، في حين يفترض أن يكون الطموح سلطانهم، والفكر قائدهم، والهمة العالية روحهم، وحالة الأوطان المزرية دافعهم، والبناء والتجديد والنهوض مبتغاهم وهدفهم..

ماذا بكم أيها الشباب، وماذا حل بكم؟
أراكم أوراقا مبعثرة.. ودواة حبر مكسرة.. وأقلاما مهشمة أو غير مصقولة متناثرة..
أرى طموحاتكم هابطة، وهممكم ثابطة، واهتماماتكم لقيطة فارطة.
وجدتكم شبابا عندهم:
الغزل بحيرة.. ومستنقع،
الحب عشق.. ووطن،
الجنس الآخر مبتدا ومنتهى،
الحزن والرثاء.. والبكاء على النساء، والحبيب الهاجر لسهامهم نصاب.

نعم إنها ساعة وساعة..للترويح وقت.. ولعظائم الأمور آخر. للهزل وقت، وللجد آخر.. فلا يغلبن الهزل والترويح الجد وجسيم المهمات، فلا إفراط ولا تفريط!
لا لمسخ الهوية.. وتهشيم زجاج جدار بيت الشخصية المسلمة الشابة الفتية القوية:
“نحن نقص عليك نبأهم بالحق، إنهم فتية آمنوا بربهم وزدنهم هدى”.
من منا يفرح لو قيل فيه هذا البيت:
شباب خنع لا خير فيه..؟
ومن منا لا يتمنى أن يشار إليه بالبنان وهو يسمع:
وبورك في الشباب الطامحينا؟!
الطامحون إلى ماذا؟؟؟ إسأل نفسك أيها الشاب الحبيب: ماهي دائرة اهتماماتك وأولوياتك؟
وهل تعيش لنفسك.. أم لأهلك ومجتمعك.. لوطنك وأمتك؟

أيها الشاب! يافخر الأمة وعماد نهضتها!
لقد هيؤوك لأمر لو فطنت له … فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل!

 

زر الذهاب إلى الأعلى