اراءاهم الاخبار

وداعا صدقي.. اغلى الاصدقاء

 

نعمان الحكيم

كل نفس ذائقة الموت..ولله مااعطى وله مااخذ..ولكل اجل كتاب..
هذا هو حال الدنيا والناس فيها انما هم في رحلة قصيرة مهما طالت فيها سنين العمر فلا بد من مغادرة الى دار غير الدار في رحاب الخالق جل جلاله..نعم وكم من ارزاء اصابتنا ولكنا نقول الحمد لله وانا لله وانا اليه راجعون..ففي
فجر السبت انتقلت روحه الى بارئها وكان متواصلا مع احبته حتى فجر السبت بعد الواحدة..وقدرجعت الى حالته في صفحته بالانترنت لاجد ماقد كتبه وهو..(اشتاق الى ارواح في القبورغادرت الى السماء حدثوني عن الاشتياق احدثكم عن ارواحهم دفنت تحت التراب وخيالهم لم يفارقنا،اللهم اغفر لهما وارحمهما)-22 مارس..
نعم هذا هو صدقي الصادق في ماتمناه ولربما كان يتحدث عن ابويه..رحمة الله عليهم اجمعين..
فمن اين ابدا
..وقد اصابني الحزن حال ابلاغي بالوفاة عبر الاستاذ الفاضل د.خليل ابراهيم محمد
..ولا اعلم عن صديقي صدقي الا انه عاد من الخُبربالسعودية ليستقر بعد نزوح قهري الا انه كتب الي..ربما كتب علينا الغربة ياصديقي..وساغادر الى مصر
،عدن لم تعد مدينة احلامنا
..وقدنصحته بان لا يهاجر فرحب بالنصيحة..وظلينا نتواصل وان بتقطع حتى فجر السبت..
صدقي جواد همشري كادر عدني لعب ادوارا مختلفة في الحياة المدنية الحكومية وكان محط احترام وتقدير الناس وهذا هو حال آل الهمشري الذين تعرفهم عدن وناسها ونحن
..فهم اسرة معطاءة تقدم خدماتها بسخاء ودون بحث عن شهرة او مقابل
..وقد عرف الناس من خلال المهندس صدقي ماثر لن تنمحي.. ومنها اضاءة شوارع وأحياء عدن التي كان مديرا لها بكفاءة واقتدار..ويشهد له بذلك من تعامل او عمل معه وعاشره.. وعن قرب لمس مالهذا الانسان من قلب طيب ونفس محبة خدومة الى ابعد الحدود..
صدقي همشري كان يعرفني اكثر مما انا اعرفه فقد كان قارئا متميزا ومؤرشفا لما يقرا من صحف ..وقد كانت معرفتي به وجها لوجه ايام المحافظ د.يحي الشعيبي ولا اتذكر السنة..فقد حدث ان صدم احد اعمدة الانارة بالمنصورة ابن اخي وتوفي في الحال، وتهشمت الحافلة وكانت المشكلةهي ضرورة دفع قيمة العمود اكثر من 200الف ريال..وكأن الولد متعمدا قام بالحادث ومات
..طرقت ابواب المسؤلين ومنهم د.يحي الشعيبي بواسطة استاذي احمد علي احمد اطال بعمره وهو سكرتيرالمحافظة
وجاء الرد بدفع القيمة لقاء اخراج الحافلة من شرطة المنصورة
التي هي لصديق ابن اخي..وبعد جهد قالوا ادفع النص..ولم تفلح الحالة التي كنا بها من الم وفقر ذات اليد وفقدان شاب في ريعان عمره..وتعقدت الامور حتى كانت مقابلتي المهندس عبد الرحمن البصري وكان نائبا لوزير الانشاءات تقريبا..وقال لي..اذهب الى مدير الانارة المهندس صدقي همشري واعرض مشكلتك عليه واعطاني عنوانه وكانت المفاجاة..
وصلت الى منزل الرجل فقالوا هو في النيابة لانه تعرض لطعن في راسه ويديه من واحد مستثمر جشع وخارج عن القانون..وذهبت انا الى مقر النيابة خلف سجن المنصورة ولمحت شخصا مربوط الراس والالم باد على محياه..ولم اتمالك نفسي.. وسالت..اانت المهندس صدقي..فقال ايوه، مالك ياحكيم ماتعرفناش.. اي خدمة،فاُحرجت تماما..وكان لابد من عرض المشكلة عليه والاوراق كلها في ملف..الخ..
والله، والله ان الرجل وقف واثر الدم في رباطة راسه والشرطة تتفرج علينا
..وقال لي هل معك شهادة وفاة زمزي ابن اخيك قلت نعم..قال هذا الملف ومافيه من اوراق خليه معك ليش.. مااجيت لعندي بدل هذا الجعث واللت..وكتب على خلف شهادة الوفاة الى رئيس قسم الاضاءة بالمنصورة وهو شاب انيق مثقف مثل صدقي
..كتب: يتم الافراج عن الحافلة وتعفى اسرة المتوفي من اي تبعات مالية
..ووجه الى مدير شرطة المنصورة بذلك..
لم اصدق ما جرى وانا كنت صاحب الشعيبي حين كان وزيرا للتربية وكنت الاعلامي الخدوم له حتى وهو محافظا لعدن..ولم اكن اطمح منه الا موقفا يقدر حالتنا حيث والحادث قضاء وقدرا..نعم هذا الموقف المفقود من مسؤل وعزيز علي وجدته في شخص انسان بسيط وملاك اسمه صدقي همشري، وهو اسم على مسمى..وكان في نظري اكبر واعلى من جبل شمسان ويطاول السماء اخلاقا ومسؤلية وتعاملا منقطع النظير..هنا كانت معرفتي بالرجل تتعاضم وتكبر
..وقد كتبت مرتين حينها شاكرا مثنيا عليه.. فرد علي في مقال: ان هذا واجب يجب علي اداءه مع الناس وقال ..انت احد الناس الذين نتشرف بخدمتهم..
هكذا هي عدن وابن عدن وابنائها الكرام ممن كان لهم بصمة عمل قبل ان يظلمهم الواقع السياسي بحرمانهم من قيادة محافظتهم كما ينبغي كحق مكفول لهم قانونا وشرعا..
فالمعذرةلو انني اطلت عليكم لكن هو حق لانسان غادرنا ونحمل له اروع الصور في عقولنا وافئدتنا
..لان الوفاء يقتضي ان نف اصحابه حقهم إحياء وامواتا..
وصدقي هو الرجل الصادق الصدوق رحمة الله عليه..
ولانملك الا ان ندعو الله له بالرحمة والمغفرة ولاهله واسرته ومحبيه الصبر والسلوان..
انالله وانا اليه راجعون

زر الذهاب إلى الأعلى