الحياةتنمية

الأمم المتحدة: المرأة الجندي المجهول في اليمن

وكالات

 

و

صفت الأمم المتحدة المرأة اليمنية بأنها الجندي المجهول في ظل الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد قبل الحرب وازدادت سوءاً بعدها. وقالت إنها التي ترفع مخلفات الحرب، وتوزع الغذاء على الجوعى، وتسهم في إطلاق سراح المعتقلين وتعيد المختطفين إلى أحضان أمهاتهم، كما أنها تشارك في جهود إحلال السلام ومنع الحرب. إلى جانب أنها تعاني من تداعيات تغيّر المناخ أكثر من غيرها، علاوة على التحديات الخارجة عن نطاق السيطرة، حيث تواجه في كثير من الأحيان رفضاً من المجتمع وإقصاءً وتهميشاً. وتحدثت المنظمة الدولية في تقرير لها عن قصص كثير من النساء اللاتي يعملن من أجل إنقاذ مجتمعاتهن الغارقة في مآسي الحرب والجوع والمرض والاقتصاد المتعثر، مستعرضة نموذج سيّدتين يمنيّتين لمع نجمهما خاصة في السنوات الأولى من الحرب. وهما ارتفاع القباطي ومنى لقمان. قائلة: إن القباطي وهي مهندسة كانت أول امرأة ترفع مخلفات الحرب في البلاد ومديرة لمركز خاص بالتوعية البيئية حالياً، وسفيرة النوايا الحسنة من قبل المنظمة النرويجية للعدالة والسلام. وتورد أنه وعندما أوقفت المؤسسات الحكومية خدماتها أمام المواطنين في بداية الحرب، كانت القباطي في الشارع مع عمّال النظافة الذين جمعتهم وانتقلت من حارة إلى أخرى، لرفع القمامة ومخلفات الحرب. وتنقل عنها القول إنها توجهت إلى العمل الميداني بسبب الحرب وتدهور المجال البيئي ومن أجل إنقاذ السكان من انتشار الأمراض الناتجة عن تكدّس النفايات وغياب دور المؤسسات الحكومية: «كان البلد يعيش وضعاً توقفت فيه ميزانية الدولة لصندوق النظافة، وعمّت الحرب وعدم الاستقرار».

بعد ذلك أسست القباطي وهي أم لخمسة أطفال منظمة «الارتفاع للبيئة والتنمية الإنسانية» ليتوسع العمل بوجود شركاء يعملون على توفير الإمكانيات اللازمة من أجل حماية البيئة لأنها تميل إلى العمل في مجال حماية البيئة، وتطمح إلى إيجاد توازن بيئي يجنّب اليمن كوارث تغيّر المناخ. كما أنها وبعد قرار أغلب العاملين في صندوق النظافة، قامت بجمع معدات النظافة شبه التالفة بسبب القذائف وشكلت فريقاً مصغراً من عمّال النظافة. وحتى لا تترك أبناء المدينة واصلت عملها في المجال البيئي رغم كل التحديات.

واستعرض التقرير أيضاً دور الناشطة منى لقمان هي مؤسِسة ورئيسة مؤسسة الغذاء من أجل الإنسانية، وهي مستشارة الجندر والشمولية في مركز جنيف لحوكمة وإصلاح قطاع الأمن، إذ وجدت أثناء الحرب في 2015، وحتى قبل ذلك في 2014، الكثير من المآسي التي تحدث في اليمن، وبدأ الناس يتجهون نحو المجاعة منذ وقت مبكر على حد قولها.

وعندما اندلعت الحرب، غادر أغلب المسؤولين والسلطة المحلية المنطقة، ولم يتبقَ غير النساء والشباب الذين كانوا يواجهون أزيز الرصاص والقصف والانفجارات بشجاعة لإنقاذ الأشخاص العالقين بين خطوط النار، حيث أصبحت ومن معها يركزون على جمع بعض التبرعات من أجل توفير المياه والمأوى، خاصة أن الكثير من الناس اضطروا للنزوح إلى العراء في مناطق خاوية وخالية من أي شيء. وتقول لقمان: «بدأت المبادرة عندما كنا نحاول جمع الشباب وحمايتهم من الدخول في المعارك، حيث إن الكثير منهم أخذوا السلاح وشاركوا في القتال»، وأضافت: «نحن النساء كنا نحاول حقن الدماء وضمّهم إلى الأعمال التطوعية».

زر الذهاب إلى الأعلى