الحياةاهم الاخبار

دعوات إنسانية لتمديد الهدنة وتجنب عودة حرب اليمن

دعت 44 منظمة إنسانية ودولية عاملة في اليمن، الخميس، أطراف النزاع إلى تمديد وتوسيع الهدنة التي من المقرر أن تنتهي الأحد، مذكرة أطراف الصراع بأن “مستقبل الشعب اليمني في أيديهم”.

وقالت المنظمات في بيان مشترك “خلال الأشهر الستة الماضية، شهدنا انخفاضا بنسبة 60% في عدد الضحايا” مؤكدة”مع اقتراب الهدنة الحالية من نهايتها، تعتبر الآن لحظة حاسمة لشعب اليمن”.

ومن بين المنظمات الموقعة على البيان، “آوكسفام” و”المجلس النرويجي للاجئين” ومنظمات أخرى عاملة في اليمن.

ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.

لكن منذ الثاني من نيسان/أبريل، سمحت الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بوقف القتال واتّخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمرة.

وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون اتهامات بخرق وقف النار، ولم يطبّق الاتفاق بالكامل وخصوصا ما يتعلق برفع حصار المتمردين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

وأكدت المنظمات أن “تمديد الهدنة لفترة أطول سيكون الخطوة الأولى لمواصلة البناء على المكاسب التي تحققت خلال الأشهر الستة الماضية وخلق الاستقرار اللازم لتقديم مساعدات طويلة الأمد”.

وحذرت المنظمات من أنه “إذا بدأ الصراع من جديد الآن، فإنه لا يخاطر فقط بتدمير المكاسب التي تم تحقيقها بالفعل، بل يهدد التنمية المستقبلية لليمن”.

ويخوض مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن هانس غروندبرغ جهودا نحو تمديد الهدنة.

والتقى غروندبرغ الأربعاء في صنعاء رئيس “المجلس السياسي الأعلى” التابع الحوثيين مهدي المشاط وتم “مناقشة جهود الأمم المتحدة لتوسيع الهدنة”.

وقال المشاط إن جماعته “لن تقبل” تجديد الهدنة في البلاد، إلا بصرف رواتب “الموظفين الحكوميين” المتوقفة منذ سنوات.

ومساء الثلاثاء، قال غروندبرغ، إن خطر العودة إلى الحرب في اليمن حقيقي، وذلك عقب إنهاء جولته إلى السعودية وسلطنة عمان للقاء الحكومة اليمنية وممثل جماعة الحوثي المسلحة في مسقط.

وأضاف: “نحن نقف عند مفترق الطرق حيث بات خطر العودة إلى الحرب حقيقي، أدعو الأطراف على اختيار النهج البديل الذي يعطي الأولوية لاحتياجات الشعب اليمني”.

وشدد المبعوث الخاص على “أهمية التمديد لفترات زمنية أطول لإتاحة الفرصة أمام اليمنيين لإحراز تقدم على نطاق أوسع يستوعب الأولويات ويوفر مساحة للإعداد للتوجه نحو مفاوضات سياسية شاملة، بما في ذلك وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني”.

وفي 2 أبريل/ نيسان الماضي، بدأت هدنة بين الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين، وتم تمديدها مرتين لمدة شهرين في كل منهما، لكن الحوثيون يرفضون فتح طرقات تعز والمحافظات اليمنية الأخرى رغم سماح الحكومة بدخول الوقود عبر ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط مئات الآلاف خلال الثمان السنوات الماضية. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

 

 

 

وكالات

 

الكلمات المفتاحية

زر الذهاب إلى الأعلى