الحياةاهم الاخبارفضاء

قصة توأم خرج للحياة من وسط الحرب في اليمن

القاهرة

كتب – هشام عبد الخالق:

تحتاج أكثر من مليون امرأة حامل وطفل رضيع للعناية الطبية العاجلة في اليمن، موطن أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وكانت محسنة إحدى هؤلاء النساء عندما دخلت المخاض في نهاية الحمل المعقد والمؤلم.

ولكن لحسن الحظ، كانت لقصتها نهاية سعيدة ومفاجئة.

محسنة، البالغة من العمر 36 عامًا، كانت أمًا لستة أطفال وتتوقع طفلها السابع بعد أن انتقلت العائلة لمحافظة شبوة ، وتتذكر قائلة لصندوق الأمم المتحدة للسكان: “خلال الحمل، كنت أشعر أنني ثقيلة للغاية، وأحسست بألم بالغ”.

ويضيف الموقع الإلكتروني لصندوق الأمم المتحدة للسكان، في تقرير له اليوم الخميس، إنه على الرغم من الأعراض المزعجة، لم تر طبيبًا.

بعد 4 سنوات من الصراع الطاحن، انهار الاقتصاد اليمني، وأصبح أكثر من 80% من اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر، وتقول محسنة: لم نستطع تحمل تكلفة الذهاب لمؤسسة طبية، ويضيف زوجها هادي “لو اضطررت أن أدفع لآخذها إلى المستشفى، فهذا يعني أن عليّ التخلي عن شراء الطعام لأطفالي.

النظام الصحي “فوضوي”

الكارثة في اليمن كان لها خسائر بشرية هائلة، حيث توجد نسبة أعلى من الناس يواجهون الموت والجوع والمرض أكثر من أي بلد آخر، وفقا لخطة الأمم المتحدة للاستجابة، وحتى قبل الصراع، كانت اليمن واحدة من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة العربية. واليوم، زاد الفقر والجوع والمرض -بما في ذلك تفشي وباء الكوليرا القاتل- من المخاطر التي تهدد النساء والفتيات.

ويحتاج أكثر من 6 ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب إلى الدعم، وتعاني أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية، كما أنه ما يقرب من 114000 امرأة تعانين من مضاعفات الولادة.

ودمرت الأزمة في اليمن النظام الصحي، حيث تعمل أقل من نصف المرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد بكامل طاقتها. وبسبب النقص في الموظفين ونقص الإمدادات، فإن قرابة ثلث المرافق الصحية التي تعمل، تقدم الرعاية المتعلقة بالصحة الإنجابية.

ولادة مرعبة

مع اقتراب محسنة من موعد ولادتها، كانت تخشى أن شيئًا ما لم يكن صحيحًا. وتقول: “كنت قلقة جدًا على طفلي”، ولكن بعد ذلك شهدت عائلة هادي حظًا وفيرًا، عندما سمع هادي من صديق عن مستشفى جاردان، حيث يقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الخدمات الصحية المجانية للأمهات، ويقول: “أخذت زوجتي على الفور إلى هناك”.

عندما بدأت محسنة في فترة المخاض، اكتشفت أمل القابلة (السيدة التي تساعد على الولادة)، أنها -محسنة- كانت تحمل طفلين: صبي وفتاة.

وقالت محسنة: “كان لدي توأم.. كانت هذه مفاجأة كبيرة بالنسبة لي”.

كانت الولادة مخيفة، ووُلدت البنت بصحة جيدة، ولكن كان الصبي يعاني من بعض التعقيدات الخطيرة، وتقول محسنة: “كان ولدي مريضًا بشكل خطير واتجهوا به إلى قسم الطوارئ فورًا”، ولكن تمكنت أمل مع فريق الولادة من جعل صحة الطفل مستقرة واستعاد صحته بالكامل بعد ذلك.

وتضيف محسنة، لا أستطيع تخيل كيف كنت سأنجب توأمان، ولا أعرف ما إذا كانوا سيبقون على قيد الحياة أم لا، وذلك إذا لم أتمكن من الولادة في هذا المستشفى بمساعة من قابلتنا أمل.

توسيع العمليات

لكن الاحتياجات في اليمن تزيد حاليًا، ففي عام 2018، بتمويل من كندا والاتحاد الأوروبي والكويت وهولندا والسعودية والإمارات، والصندوق المشترك لليمن الإنساني، تمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان من توسيع نطاق عملياته الإنسانية بشكل كبير.

وبين عامي 2017 و2018، ارتفع عدد المراكز الصحية التي يدعمها الصندوق من 133 إلى 235، وفي العام الماضي، تم إيصال خدمات الصحة الإنجابية إلى أكثر من 335000 شخص.

وفي هذا العام، يخطط الصندوق لتوسيع نطاق العمليات بشكل كبير، ويستهدف 5.5 ملايين شخص بخدمات الصحة الإنجابية. وتناشد المنظمة جمع مبلغ 110 ملايين دولار لتمويل هذه المساعدة الحيوية.

زر الذهاب إلى الأعلى