اخبار خاصةالحياةاهم الاخبار

اليمن.. حضور استثنائي في “الأولمبياد الخاص 2019”

 

دبي في 21 مارس /وام/ بين 190 دولة و7500 رياضي شاركوا في “الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص” في أبوظبي، هناك حضور استثنائي للوفد اليمني ليس لجهة عدد الميداليات التي حققها ولكن لقلة عدده ” أربعة رياضيين”.

المشاركة الأخيرة لليمن في “الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص” كانت قبل عشر سنوات في ولاية أيداهو في الولايات المتحدة، وضم حينها الوفد اليمني 70 فرداً من طاقم إداري وطبي وفني ورياضيين، ولكن العدد الذي شارك في نسخة أبوظبي كان أقل بـ61 فرداً، إذ تكوّن من تسعة أفراد فقط، أربعة منهم رياضيون وهم محسن قاسم، وعيدروس محمد، وإكرام سلام، ونعمة خالد.

حقق هؤلاء اللاعبون، الذين يقيمون جميعاً في عدن، خمس ميداليات “ذهبيتان وفضية وبرونزيتان”.

ويقول عبد الستار الحمداني، رئيس الوفد اليمني لوكالة أنباء الإمارات “وام”: “كنت أقول لنفسي دائماً أن أعداد وفود الدول الأخرى المشاركة في البطولة أكبر، ومستوى استعداداتها أعلى، والأدوات والمرافق التي تملكها أفضل، وتالياً لن نتمكن من تحقيق شيء..لكن المشاركة في هذه المسابقة في ظل الحرب وعدم الاستقرار الذي نعانيه فان ما حققناه قد تجاوز 300% من توقعاتنا”.

واجه الفريق اليمني صعوبات عديدة قبل المسابقة، منها التدرب على ملعب مدرسة صغير لعدم توفر التمويل والبنية التحتية، ورحلة مدتها 18 ساعة من عدن الى القاهرة ومنها إلى دبي، بالإضافة إلى نقص في ملابس اللاعبين وعدم توفر المواصلات.

ويوضّح الحمداني، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الإتحاد اليمني لكرة السلة أنه “بسبب الحرب في اليمن ونزوح العديد من رجال الأعمال، كانت فرص الحصول على راعٍ ضعيفة، لهذا اضطررت بصفة شخصية أن أشتري ملابس كافية للاعبين واستئجار ملعب مدرسة صغير للتدريب – وهو يختلف كثيراً عن الملاعب التي لعبنا فيها هنا في الإمارات – وتوفير المواصلات للوفد”.

ويضيف “عند وصولنا لمطار القاهرة الدولي لم يكن محسن /الذي حقق ميدالية ذهبية وأخرى برونزية/ قد حصل على تأشيرة دخوله للإمارات بعد، ولكن كانت لدي خطة بديلة بأن أبقى معه يوماً أو يومين في القاهرة حتى يحصل على التأشيرة، وأتذكّر أنه بعد فترة من وصولي لمطار القاهرة تلقيت إخطاراً عبر البريد الإلكتروني بالموافقة على تأشيرته ، السلطات المعنية في الإمارات ساعدتنا وكانت متفهمة كثيراً”.

ويتابع “الطاقم الطبي والإداري والفني بأكمله تطوّع للمشاركة معنا في الأولمبياد، فهم لم يتلقوا أي مبلغ نظيرهذه الخدمات. جميعنا متفقون أننا نفعل ذلك لأن هناك من يستحق الحياة، لاعبونا يستحقون ذلك”.

وفي الوقت الذي كان يعاني فيه الوفد اليمني من عدم القدرة على التكفّل بتذاكر السفر والإقامة، جاء تأكيد حكومة الإمارات على التكفل بذلك قبل البطولة بأسبوع، ووفقاً لإحدى المدربات في الفريق اليمني “كان هذا سبب وجودنا هنا.. فقبل بدء الأولمبياد بأسبوع لم يكن من الواضح إن كنا سنشارك أم لا، لكن عندما وصلنا الخبر /أن دولة الإمارات ستساعدنا في الإقامة والتذاكر/ والمنافسات كانت على الأبواب، كان علينا ان نعمل بجد كل يوم، حتى في أيام الإجازة حتى نكون مستعدين للمشاركة”.

وتتحدث سمر عن ردود فعل عائلات وذوي وأصدقاء اللاعبين بعد معرفة النتائج، فتقول “الكل كان سعيداً للغاية، على سبيل المثال عندما رأت أسرة إكرام /التي حققت ميدالية برونزية/ صورتها وهي ترتدي الميدالية صرخوا وزغردوا! أما بالنسبة لمحسن الذي ولد في الإمارات، فهو لديه أقارب يعيشون في العين وقد جاءوا وشجعوه وأعطوه الهدايا والورود”.

وتصف المدربة الأخرى للفريق وهي نجاح سلام، أخت الرياضيّة إكرام، مدى سعادة عائلتهم بهذا النجاح، مشيرة إلى أن “الجميع دعم إكرام في العائلة وكانوا يقولون لها كم أنها محظوظة لأنها ستذهب للإمارات، ففي البداية رفضت المشاركة بسبب إصابة في قدمها، لكن ظللنا نقول لها بأنها تستطيع المشاركة”.

وتضيف “حتى جيراننا وأصدقاء العائلة الذين علموا بالنتائج أرسلوا لها رسائل صوتية لتهنئتها، لقد كان أمراً رائعاً”.

من جانبها، تقول نعمة التي حققت ميدالية فضية أنها تنتظر العودة إلى عدن حتى تحتفل بنجاحها مع عائلتها، مشيرة إلى أنه “عندما علمت عائلتي بالنتائج، أخبروني بأنهم سيحتفلون معي عندما أعود الى عدن. انا متحمسة للعودة وأريد ان أشارك في منافسات أخرى شبيهة. أنا سعيدة جداً”.

وسيعود أعضاء الوفد لحياتهم العادية بعد أن انتهت المنافسات الرياضية أمس.سيعود محسن لأداء عمله مع أخيه في متجر بقالة صغير في عدن، وستكمل إكرام طريقها في تعلم اللغة الإنجليزية، والجميع يأمل أن تكون اليمن أكثر استقراراً وسلاماً في النسخة القادمة من “الألعاب العالمية”.

 

وام/ /زكريا محيي الدين
زر الذهاب إلى الأعلى