الحياةاهم الاخبارفضاء

«رحلة السلام» في اليمن.. طويلة

فارس بن حزام

على رغم المطبات الكثيرة أمام اتفاق استوكهولم، إلا أنه يحمل بادرة خير بوضع اليمن على سكة السلام.

ومثل أي مشروع سلام، تواجه مرحلته الأولى عقبات عدة؛ خروق ميدانية، وثقة مفقودة، وحروب كلامية لا تنتهي.

لقد رأينا، منذ اليوم الأول وإلى يومنها هذا، كيف واجه اتفاق استوكهولم المشكلات السابقة،  ومع ذلك، يبقى اتفاق الحديدة بداية جيدة لاتفاقات أخرى محتملة.

وسنمضي أشهراً كثيرة حتى يستقيم الوضع في المحافظة، بمدينتها ومينائها.

وإذا نجح الاتفاق سنكون أمام وضع أفضل على طريق السلام، فالأساس هو بناء الثقة بين الطرفين المتصارعين، والمرجعية هي القرارات الدولية، كالمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن.

وبعد ذلك سيكون النقاش أكثر جدية حول الملفات العالقة، مثل حصار تعز، وتشغيل مطار صنعاء، وأموال البنك المركزي، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وقد بدأت السلسلة باتفاق تبادل الجثامين، وهذه رحلة 2019 كاملاً.

وإذا نجح اليمنيون في حسم الملفات المعلقة أولاً، فسيسهل عليهم التعامل مع جبهات القتال الداخلية، وتبقى المعضلة الأخيرة جبهات الحدود مع السعودية، وتحديداً صعدة .

«رحلة السلام» في اليمن طويلة، وحرب اليوم ليست كبقية حروب القرن اليمنية.

إذ تركت الحروب السابقة الأبواب مشرعة لعودة القتال بعد سنين، وهو ما لا يجوز حدوثه مع هذه الحرب الطويلة.

وعندما يكون الخطر على حدودك، فالحق معك وأصوات الاعتراض لا تحقق الصدى.

ها هي تركيا تخوض الحرب في سورية لتحمي حدودها، وخاضتها روسيا في حدود كثيرة.

الدول الكبيرة لا تتساهل مع أصغر الأخطار على أمنها، داخلياً وخارجياً، ولا تسمح بنشاط مسلح على الحدود، ولذا لن يكتمل السلام في اليمن قبل نهاية الوجود المسلح على الحدود السعودية.

المصدر: الحياة

زر الذهاب إلى الأعلى