الحياةحوار الحياة

فكرية شحرة : نجاح المرأة الحقيقي “أن تكون كاتبة كبيرة وربة بيت ناجحة “

في حوار أجرته معها “الحياة اليمنية” من القاهرة، الاديبة فكرة شحرة كشفت عن سبب تواجدها في القاهرة،وتحدثت عن بدايتها مع الكتابة وروايتها الاخيرة “صاحب الابتسامة”، وجديدها الابداعي وواقع الادب في اليمن، وعن وفاة شقيقها الصحفي الكبير الراحل حميد شحرة وكيف كانت علاقتها معه ؟وما الذي تعلمته منه خلال مسيرتها الادبية… وفيما يلي نص الحوار:

 

حاورها / موسى العيزقي

 

نبدأ من تواجدك في القاهرة ما سبب هذه الزيارة؟

_ سفري إلى القاهرة قبل عام وبضعة أشهر كان بداية من أجل حضور معرض الكتاب الدولي بدعوة من دار النشر بمناسبة صدور روايتي الأخيرة التي ترصد أحداث الحرب على المستوى الإنساني والذي عايشته خلال خمس سنوات في مدينتي إب؛ ثم اضطررت إلى البقاء بسبب المخاوف التي بثها الكثيرين في نفسي بعد صدور الرواية خاصة أنني أكتب المقالة السياسية في مواقع يمنية كثيرة ولم يعد يوجد في اليمن حرمة لرأي أو جنس أو نوع؛ الجميع تحت طائلة العنف والاعتقال والتغييب.

 

حديثنا عن جديدك الابداعي والادبي؟

بفضل الله سبق وصدر لي روايتين ومجموعة قصصية قبل أحداث الانقلاب وما تلاه من حرب وخلال سنوات الحرب كتبت ثلاثية رواية صاحب الابتسامة؛ هذه الرواية في ما يقرب من 600 صفحة حاولت فيها نقل تفاصيل المعاناة اليومية للناس وتلك الأحداث الأبرز التي حدثت؛ استغرقت الرواية مني خمس سنوات في ثلاثة أجزاء؛ كنت خلالها أحيانا أهرب إلى كتابة القصة القصيرة والمقالة الأدبية.

الحمدلله انهيت مجموعة قصصية جديدة بعنوان (نافذة وأربعون جدارا) شاركت بها في مسابقة أدبية. كذلك انهيت رواية جديدة بعنوان ( أيام الثجة) وأتمنى أن تكون مميزة ومغايرة لرواية صاحب الابتسامة فهي صغيرة سهلة السرد ورمزية غالبا؛ على أن أجد من يدعم أمر طباعتها طبعا.

 

هل لك اي انشطة هنا او تنوي القيام بها؟

_ الحمدلله أنا ربة بيت أولا وأخيرا؛ لذا تنحصر نشاطاتي في أمرين أولادي وكتاباتي؛ حتى هنا في القاهرة لا أمارس أي نشاط أو عمل.

لذا تنحصر مشاريعي وطموحاتي أن أكتب مؤلفات تخدم قضية بلدي وتقف في صف إنسان هذا الوطن الذي كثر المتحدثين بأسمه من أجل مصالحهم دون أن يشعروا يوما بمعاناته الحقيقة.

 

حديثنا عن روايتك الاخيرة صاحب الابتسامة؟_

الرواية من ثلاثة أجزاء وتتناول الرواية الأحداث من أواخر 2014 عند اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء وحتى بداية النصف الثاني لعام 2019

الرواية عبارة عن سرد على لسان الصحفي اليمني “وحيد الأمير” تدور أحداثها عن حرب اليمن منذ اجتياح الحوثيين لمدن اليمن كالطوفان وما ارتكبوه في حق هذا الشعب من قتل وتهجير وتجويع

وعن تدخل دول التحالف وامتداد الحرب لخمس سنوات

الرواية سرد بقالب روائي قصصي لأحداث حقيقية عانى منها اليمنيون

بطل الرواية الصحفي “وحيد الأمير” الذي كتب مقالا يرحب بتدخل التحالف لإنقاذ اليمن ودحر الانقلاب صار مطاردا مشردا داخل الوطن رافضا الهجرة أسوة بمئات من الصحفيين المشردين خارج الوطن وظل عرضة للاعتقال كمئات من الصحفيين الذين اعتقلوا أو قتلوا تحت التعذيب

بقى داخل اليمن يرصد بعينيه وقلمه الأحداث الدامية للحرب

وبعد أن كان يزرع الابتسامة فيمن حوله بوقوفه بجوار الحق صار يحصد الألم والقهر في عيون الناس والوطن

يحاول الصمود في وحيدا في وطن كل شيء فيه يتلاشى

الحب والأمان والأصدقاء وأخيرا الوطن الذي لم يعد وطنا

يحاول الخروج من مدينته المحتلة إلى مدينة مأرب ملوك سبأ مواكبا حلم صنع الدولة هناك حيث لجأ ألوف الاحرار هربا من بطش الحوثيين

وفي الطريق يتعرض لحادث سير وتكون نهاية الجزء الأول من الرواية

شخصيات الرواية خليط من شخصيات حقيقية وافتراضية معبرة عن الواقع تماما

ورصد يومي لأهم أحداث الحرب وجرائم الحوثية ضد هذا الوطن إنسانا وأرضا وحيد يعايش خسارة رفاقه الأول تلو الآخر قتلا واعتقالا ..

يخسر حبه كما خسر وطنه على أمل اللقاء يوما

في الجزء الثاني من رواية صاحب الابتسامة تحتشد لوحات قاتمة رسمتها الحرب في اليمن؛ ضحاياها أطفال أبرياء ونساء ضعيفات تحت خط الجوع والموت

تكالب قوى التحالف و الحوثيبن ضد الشعب اليمني

صور معبرة لمآسي الشعب على لسان أصحابها

حاتم وصديقه أنور صورة مؤلمة لأطفال اليمن ومعاناتهم في الحرب

زينب وخسارتها لزوجها المعتقل وعجزها عن تربية أطفالها

حكايات المعتقلين وكل ما فيها من قهر وقسوة وتعذيب

وحيد ينجو من موت محقق في حادثة الطريق ليكمل طريقه الأصعب في وطن تستنفذ الحرب كل شيء فيه

يعود إلى مأرب يرصد بقلمه خساراته التي لا تنتهي في أصدقائه وبلده وحبه المستحيل

وهناك يعذبه اليأس وهو يتشبث بحلم الوطن الغائب

 

 

 

ما الأكثر تأثيراً فيك بالمجال الأدبي كتابة الرواية أم القصة القصيرة؟

_ في الحقيقة لا أستطيع المفاضلة بينهما أو أي الصنفين أحب أكثر؛ لكني قرأت روايات أكثر بكثير من القصص القصيرة؛ كما أن هناك من يجد القصة القصيرة والقصيرة جدا والومضة أصعب من الرواية وهناك من يرى العكس كون الرواية تحتاج إلى نفس طويل وذهن لا يتشتت؛ لكني شخصيا أجد نفسي في كلا الصنفين للأدب؛ أكتب الرواية والقصة القصيرة بذات الشغف والمثابرة.

 

ما هي الأسماء التي تأثرت بها أدبياً وأثرت في كتاباتك؟

_ سبق ووجه لي هذا السؤال في حوارات سابقة؛ وقلت أني لا أستطيع أن أحدد كاتبا أو روائيا تأثرت به؛ أجد نفسي تأثرت بكل ما قرأت في حياتي حتى تلك الكتب التافهة حاولت ألا أكتب مثلها؛ كل كتاب قرأته استفدت منه بطريقة ما وأضاف لي شيئا ما في الأسلوب أو المعلومة؛ خاصة أني بدأت قراءاتي في سن صغير جدا وأنا في الصف الرابع الابتدائي تقريبا؛ وكانت بداياتي بالأدباء الكبار

الذي ملاء أخي بهم أرفف مكتبته.

 

 

كيف تنظرين إلى واقع الادب في اليمن؟

_ بحكم اطلاعي ومشاهداتي أجد أن اليمن بلد ثري جدا بالعقول المبدعة في مجال الأدب بصورة أغزر وأفضل من بلدان أخرى. لكن ما ينقص المبدعين والأدباء هو التعريف والدعم لهم؛ هذا القصور جعل الأدب يبدو هامشيا في بلدنا والمبدعين فيه مظلومون يجرون وراء لقمة العيش فالأدب لا يؤكل خبزا يقال.

 

 

هل لديك وقت مفضل او معين للكتابة؟

طبعا؛ لكن لا يعني أنه محددا بل إذا توفرت الظروف التي تساعدني على الكتابة في أي وقت فأني أكتب وأنفصل تماما عما حولي.. غالبا تأتي الخواطر أثناء أعمال البيت؛ أو وأنا أمارس المشي الذي أحبه كثيرا وأقيدها في مفكرتي.

 

منذ متى بدأت كتابة القصص؟

_ كانت أول قصة قصيرة كتبتها مكتملة كقصة وأنا في الثانية عشرة من عمري؛ سبقها كتاباتي كثيرة أحتفظ بالكثير من قصاصاتها المصفرة؛ أشعر أحيانا أني ولدت كي أكتب لكثرة ما أحب أن أكتب لله الحمد.

 

يلاحظ تعدد الشخصيات في روايتك صاحب الابتسامة ما السر ؟

كما قلت لك سابقا تعدد الشخصيات وورود أسماء شخصيات واقعية يعود إلى كون الرواية توثيق لسنوات خمس من أيام الحرب والانقلاب لذا من الطبيعي أن تتعدد الشخصيات الثانوية .

 

كاتبة وروائية قادمة من ريف اليمن ما هي المعوقات التي واجهتك؟

_ كثيرة جدا هي المعوقات التي واجهت من هي في ظروفي؛ هذه المعوقات دفنت الكثير من المواهب والابداعات التي عرفتها شخصيا؛ لكني ملكت من الصبر والمثابرة والاصرار ما استطعت أن أحفر لي أسما في عالم الأدب والكتابة الصحفية؛ الزواج المبكر؛ الانجاب؛ عقلية البيئة والمجتمع الذي يرى حتى كتابات المرأة وصوتها وظهورها واسمها عورة يجلب الخجل؛ الحمدلله صبرت سنوات كثيرة حتى وصلت إلى شيء مرضي للجميع؛ والزمن كفيل بتغيير الكثير.

 

ماذا عن رؤيتك لمستقبل الثقافة في اليمن؟

_ لا أدري هل يبدو تفاؤلا أو إحباطا أن أقول لك أن كتابة الأدب سيزدهر كثيرا في هذه البيئة الملغومة بالمعاناة والألم؛ ويدل على هذا كثرة الإصدارات خلال هذه السنوات الأخيرة؛ لكني أيضا لن أكون متفائلة فالأديب اليمني الذي لا يجد قوت يومه قد يضطر لبيع قلمه للآخرين حتى يجد من يطعمه أو يدعمه للأسف.

 

 

من أي حياة جاءت الرواية؟ لمن تكتبين؟ و أي اللحظات تستمدين منها نتاجك الروائي ؟

_ الرواية أتت من واقع الناس وحياتهم؛ حتى في روايات الفنتازيا والخيال يكون الإنسان هو الدافع والمسبب لهذا الهروب وإيجاد الحلول أو توصيف الحال بذات مغزى.

وأنا ككاتبة أتيت من أبسط طبقات المجتمع أكتب للناس وللمرأة وللوطن الذي أدركنا معناه بعد أن فقدناه؛ لقد كتبت قبل الحرب ثلاثة كتب اجتماعية وعاطفية أشعر أنها الآن لا تعنيني كثيرا فأوجاع ما قبل الحرب والانقلاب كانت رفاهية مقابل ما يحدث لنا من معاناة وعذابات تكتسح اليمن بأكمله.

 

 

أين موقع المثقف اليمني اليوم مما يجري على الساحة؟ وما الدور الذي يمكن أن يقوم به ؟

_ أعتقد أن عليه المعول الأكبر في توعيه الناس بحقوقهم وحرياتهم واستنهاض كرامتهم؛ هذا واجب النخبة المثقفة؛ نحن في زمن يؤثر فيه الأشخاص فعلا وهذا التأثير أمانة في ضمير المثقف ألا يغرر بعقول الناس أو يزيف الحقائق في وعيهم.

 

 

ما الذي يمكن أن تفعله الكلمة أمام هذا الموت وهذه الحروب اليومية ؟

كما قلت لك وقال الشرقاوي الكلمة مسؤولية والكلمة شرف والكلمة نور؛ نحن في زمن تؤثر فيه الكلمة في الجموع؛ تهيجهم كلمة وتوعيهم كلمة.

ويجب أن لا نستهين بكلماتنا التي نكتب ما دامت في ميزان أعمالنا.

 

 

باعتقادك ما سبب ندرة الاديبات اليمنيات ؟

_ البيئة اليمنية التي تخطو نحو كل شيء جديد بحذر؛ النظرة التي تستنكف أن تكون المرأة مثار أحاديث الناس سوى بخير أو حتى شر.

الرجل اليمني الذي نراه تاجا على رؤوسنا ويفضل أن يخفينا خلف ظهره أو داخل قفصه الصدري؛ هذا الاستئثار بالمرأة خوفا عليها أو عدم ثقة بها هو السبب.

 

 

وما معنى أن تكون المرأة أديبة او روائية او حتى صحيفة في مجتمع كمجتمعنا اليمني؟

ليتك تدري كم أن هذا الأمر صعب !! خاصة إذا أصرت المرأة أن توفق بين اختيارها هذا وبين بيتها وحياتها.

بل أن نظرة المجتمع ترفض أن تجمع المرأة بين الأمرين وتصر على فشلها في أحدهما.

أعتقد أن نجاح المرأة الحقيقي وقبل كل شيء هو في اقناع هذا المجتمع أنها يمكنها أن تكون كاتبة وروائية كبيرة وتكون أيضا زوجة وأم وربة بيت ناجحة كذلك مهما حاول من حولها أن يفشلونها بتبعات أفكارهم وتفكيرهم نحوها.

ليست المشكلة في أن المرأة مضطرة للخروج من بيتها لأي أمر. أبدا فيمكنها أن تكون كاتبة وروائية وهي في بيتها وبعيدة تماما عن الأنظار والظهور؛ بل المشكلة في نظرة الناس للمرأة المعروفة والمشهورة في هذا المجال بالذات ولعل أكبر الغبن هو اسقاط كتاباتها على حياتها الشخصية.

 

 

 

ما سبب غياب المسار النقدي في الأدب النسوي ؟

أعتقد أن هذا الغياب مؤقت وسيحدث عند المرأة مثل كل شيء يحدث متأخرا بالنسبة لها؛ الأديبات يكثرن في الساحة اليمنية بعد أن كن معدودات على الأصابع وكذلك النقد يعد درجة من درجات تذوق الأدب وستصل إليها اليمنيات.

 

لو انتقلنا الى موضوع اخر.. هل حادثة وفاة شقيقك الراحل حميد شحرة طبيعية ام كانت مدبرة كما يقال البعض؟

_ أنا شخصيا أرجح أنها طبيعية قضاء وقدرا بل أتمنى أن تكون ذلك لأن فكرة قتله مؤلمة أكثر من موته؛ الاهمال في طرق اليمن وما تسببت به النقطة آنذاك والسرعة التي كان يقود بها وقدر الله فوق كل شيء هو سبب لرحيل حميد.

 

ما الذي كان يخشاه المرحوم حميد خلال عمله الصحفي ؟

_ لا أظن أنه كان يخشى شيء؛ كان مغامرا مجازفا حاسما في قراراته؛ ذكيا في موازنة أموره واختياراته؛ لعله فقط كان يخشى الموت أن يخطفه قبل أن ينهي مشاريعه الصحفية العظيمة.

 

ممكن تحديثنا عن بدايات الراحل مع الصحافة ؟

_ منذ التحق حميد بمدرسة الشعب من صغره وهو يعشق القراءة وكان يوفر مصروفه لشراء الكتب اكمل الاعدادية وكراتين الكتب تملأ الارص فصنع له أخي علي مكتبة متواضعة من بقية خشب السقف

كان اخي علي يشتغل بالنجارة عمل مكتبة كبيرة نسبيا اتسعت رفوفها لكتب حميد

كان ابرز ما ميزه في معهد المعلمين أنه كان متعلق بعمل مجلات الحاىط المميزة والمبتكرة وتقديم الاذاعة متعلق بالعمل الصحفي والكتابة المسرحية ومثلت له مسرحية في مدرسة الشعب وكان يشتري صحف كثيرة جدا ولغتها صينية كنت استغرب واسأله ما تعمل بهن فيقول استفيد من الرسومات واشياء أخرى لعمل المجلات والصحف في نشاطه الذي بدأ به في الاعلام

 

 

كيف كانت علاقتك معه وما الذي تعلميته منه خلال مسيرتك الادبية؟

_ حميد كان يكبرني بسنوات قليلة لم يكن أخا كان صديقا ومرشدا.

أحببت القراءة لأنه ملأ البيت كتبا؛ لأنه كان يعجب بما أكتب في صغري؛ تعلمت منه الكثير وكنت أرجع إليه في كل شيء لا أفهمه أو أريد فهمه.

تعودت أن يرشدني أن يقول لي ماذا أفعل حيال أي أمر؛ كان أول من قال لي نوعي قراءاتك ولا تقتصري على الشعر والأدب؛ كان يطلب مني قراءة كتب معينة. أول كتب حصلت عليها هدايا كانت منه. ما زلت احتفظ بها من صغري.

أحيانا أشعر أني نسخة أخرى له وأتمنى أن أكون.

 

 

في البلدان المتقدمة نجد أن للمفكرين والادباء تأثيرا كبيرا على سياسات بلدانهم.. بينما الأمر يختلف في وطننا العربي وخاصة اليمن ..حيث يذوب المفكر والاديب والكاتب في الفعل السياسي ويتحول المثقف إلى أداة بيد الحاكم .. السؤال: لماذا لا يؤثر الفكر والادب على السياسة في الوطن العربي؟

 

ربما يعود ذلك لنظرتنا القاصرة للكتاب والأدباء والمفكرين؛ تلك النظرة التي تحصرهم في خانة بائعي الكلام والوهم ؛ أيضا الصورة غير المتزنة أحيانا التي يصدرها هؤلاء عن أنفسهم.

للأسف عدم الوعي بقداسة المسؤولية والوضع المعيشي والأمني يجعل الكثير يرتمي تحت أقدام الحكام وتصبح أقلامهم جزء من تزييف الوعي.

 

 

 

 

كيف كانت علاقتك معه وما الذي تعلميته منه خلال مسيرتك الادبية؟

_ حميد كان يكبرني بسنوات قليلة لم يكن أخا كان صديقا ومرشدا.

أحببت القراءة لأنه ملأ البيت كتبا؛ لأنه كان يعجب بما أكتب في صغري؛ تعلمت منه الكثير وكنت أرجع إليه في كل شيء لا أفهمه أو أريد فهمه.

تعودت أن يرشدني أن يقول لي ماذا أفعل حيال أي أمر؛ كان أول من قال لي نوعي قراءاتك ولا تقتصري على الشعر والأدب؛ كان يطلب مني قراءة كتب معينة. أول كتب حصلت عليها هدايا كانت منه. ما زلت احتفظ بها من صغري.

أحيانا أشعر أني نسخة أخرى له وأتمنى أن أكون.

زر الذهاب إلى الأعلى