حوار الحياة

الشيخ الدكتور/ محمد المهدي : ما حدث في دماج مؤشر لحرب طائفية

 

 




تحاور الشيخ الدكتور محمد بن محمد المهدي..*
عضو المجلس العلمي في جمعية الحكمة اليمانية الخيرية.
حاوره/ موسى العيزقي.


س1 في البداية كيف تنظرون إلى ما يجري اليوم على الساحة اليمنية بشكل عام؟وما جرى في دماج بشكل خاص؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين ثم أما بعد أنا موقفي من البداية من الفتنة التي حصلت في اليمن أنني لم أفرح بما حصل من المواجهات والمصادمات لعلمي أن التغيير إلى الأفضل يأتي بطرق الاتفاق والتشاور والنصح والمراجعة ولذلك أصدقك القول أنني لست متفائلاً كثيراً بما حصل الآن صحيح أن ما حصل بالنسبة أهون وأخف مما كنا نخشاه أن يقع من الصدام المسلح بين القوات المنشقة والقوات الموالية وبين أنصار المؤتمر وأنصار الأحزاب الأخرى وما حصل الآن هو أهون وأخف الضررين لكن لم يحصل المراد فكون رئيس الوزراء باسندوة يخلف الدكتور مجور وتغير بعض الوزراء من المعارضة بدلاً عن ناس من المؤتمر لم تأت بجديد فعندما ننظر نظرة شرعية هل تغير الناس إلى الأحسن في معاشهم ودينهم دنياهم ومصالحهم إلى الآن لم يحصل نسأل من الله أن يصلح الأحوال أما بالنسبة لدماج فأعتبرها جزءاً من المشكلة فالحوثيون استغلوا انشغال الدولة والمعارضة فيما بينهم من مكايدات ولعبوا على الحبلين ونسقوا بوضوح مع المعارضة في المعتصمات وادعوا أنهم معهم والحال أنهم ليسوا معهم ثم استغلوا حدث انشغال الفريقين عن دماج وحاولوا أن يسيطروا عليها كما سيطروا على مناطق من حجة وعمران والجوف وحصلت مواجهات بينهم مع بعض الإخوان والسلفيين لكن ما حصل في دماج حصل خلاف ما كانوا يظنون فنظرتي أن ما حصل في دماج أعطاهم صورة واضحة عن السلفيين أنهم رغم القلة والانحصار بين الجبال التي بأيديهم أنهم يمكن أن يواجهوا حتى الموت وشعروا أيضاً أن هناك تكاتفاً سلفياً وسنياً عاماً في اليمن وغيرها، وشعروا أن القضية من الناحية الإعلامية أصبحت حديث القنوات والمواقع والصحف والإذاعات والمجلات فجاء الأمر على خلاف ما كانوا يظنون بالإضافة إلى مشاكل فتحت عليهم أخرى مرتبطة بالمشكلة نفسها لكن الحق يقال أن هناك تقصيراً واضحاً من الطرفين سواء من الحكومة التي كان الشيخ الحجوري ينصرها ونحن معه بالقدر الشرعي في طاعة ولي الأمر بحدود الشرع ولا يلام من هذه الناحية لكن الحكومة هي التي تلام والنظام هو الذي يلام وأما المعارضة فبعضهم قال يستحق لأنه وقف مع النظام وهذا جهل حتى بمبادئ الثورة التي يتحدثون عنها فهم يتحدثون عن رفع الظلم وهذا نوع من أنواع الظلم وعموماً المسألة إنشاء الله على وشك النهاية ويشكر الشيخ حسين الأحمر ومن كان معه من الوفود وكنت قد تواصلت مع الكثير من الناس ومنهم الأستاذ حسن زيد الأمين العام لحزب الحق وأخبرني أنه سيزور الشيخ حسين الأحمر للتوصل إلى هذا الحل الذي هو على وشك النفاذ بإذن الله تعالى .


س2هل ما حدث في دماج مؤشر لحرب طائفية ام أنه مجرد نزاع بين فصيلين مسلحين كما وصفه البعض ؟
ليس هناك فصيلان مسلحان هناك طرف مسلح وطرف لا يعرف كيف يطلق بالمسدس والآلي وهؤلاء في الستة الحروب الماضية لم يكونوا مشاركين مع الدولة في مواجهة الحوثيين بل إن الحوثيين هجموا على المشايخ واحداً واحداً ومن ذلك في منطقة العبدين على مجموعة من المشايخ الكرام وهجّروهم والأخوة السلفيون مع الشيخ الحجوري على مرمى حجر من هذه المعارك ولم يتدخلوا بل كان الأستاذ حسن زيد يذكرني ويقول إن هذا يدل على أن الحوثيين معتدلون ومنصفون كيف يتركون السلفيين بعد ما صفا لهم الجو في صعدة وكنت أأخذ هذه الكلمة مأخذ الجد وأقول ستأتي الأيام فإن استمر الوضع كذلك فهي واحدة تحسب لهم وإن أظهروا خلاف ذلك عرفنا أن لهم مشابهة ومماثلة فيما حصل لأهل السنة في العراق وإيران وغيرهما وعموماً أرجوا أن لاتكون هناك مشاكل في المستقبل وأن يتفهم الحوثيون وأن يتعقلوا وأن يعرفوا أن الطريق الصحيح إذا كان عندهم علوم ومنهج يطرحونه للناس بالحكمة والحوار وأن لا يستخدموا العنف ضد غيرهم لانهم خسروا خسارة كبيرة في هذه المعركة من الناحية الإعلامية والسمعة التي كانت لهم عند بعض الليبراليين والعلمانيين واليساريين فقد كانوا يرجحون كفتهم على غيرهم ظناً منهم أنهم كانوا مظلومين من الدولة لكن كثيرٌ منهم أعلنوا بعد ذلك برائتهم من الظلم الذي حصل لأهل دماج كما حصل من عدد كبير منهم وأذكر على سبيل المثال الكاتب فتحي أبو النصر قال أنا كنت معكم في ستة حروب وأنا الآن أبرأ منكم، والكاتب مروان الغفوري قال كلاماً خطيراً في صحيفة المصدر عن الحوثيين رغم انه كان شديداً جداً على السلفيين ولا يزال لكنه قال كلمة عن الحوثيين تعبر عن وجهة نظر كثير من الكتاب والصحفيين والأحزاب السياسية، وأما الأستاذة رشيدة القيلي فحدث ولا حرج رغم أنها ليست يسارية ولا من العلمانيين لكنها كاتبة منصفة وقد قالت هي بنفسها أنها كانت معهم فيما مضى كله لكنها الآن ضدهم وأثبتت ذلك من خلال تقريرها الذي رفعته، بل اختلفت مع اللجنة التي كتبت التقرير لأنهم لم يكونوا فيه معتدلين ولا منصفين، وفيه شيء من الانحياز للحوثيين وهذا لا يخفى لأنه مادام الأستاذ عبدالكريم الخيواني هو في اللجنة فهو من رأسه إلى أخمص قدميه مع التوجه الحوثي وهذا معروف من خلال تأريخه وكتاباته وسجنه ومشاكله فعموماً خسر الحوثيون كثيراً ولعلهم إنشاء الله يفهمون أنهم إذا دخلوا في العمل السياسي وعندهم طرح علمي فالناس سيأخذون منهم ويعطون ويردون عليهم وتبقى القضية تحت قوله تعالى ((أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن))وتحت قوله صلى الله عليه وسلم(ما كان الرفق في شيء إلا زانه) [رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها] بل إذا أرادوا أن يحققوا المنهج الصحيح فليتذكروا قوله تعالى ((قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني))


س3 أنتم كان لكم موقف من ثورة الشباب السلمية بمعنى آخر أعلنتم وقوفكم إلى جانب النظام ودعيتم إلى ضرورة طاعة ولي الأمر بل وأفتيتم في ذلك هل كان موقفكم هذا بالإتجاه الصحيح أم أن حساباتكم كانت خاطئة وفي غير محلها؟
هو الاتجاه الصحيح وما زلت مقتنعاً لأنني أخشى عليك يا أخي موسى العيزقي لأنك تأخذ المعلومات من الشارع ولم تأخذها من صاحبك وأن تعرف أنك التقيت معي عند تأسيسك لهذه الصحيفة وقلت لك كلمة لا أزال مقتنعاً بها هو أنه ينبغي أن تكون صحيفتك هذه بعيدة عن الحزبيات والمكايدات والإلتواء والإحتواء من قبل الآخرين وأنا مازلت مقتنعاً بهذا المنهج فأنا عندما قلت كلمتي وسأقولها في المستقبل مادمت حياً أن طاعة ولي الأمر المسلم في الحق مشروعة دون طاعة في المعصية إنما الطاعة في المعروف، لكن إنني لا أقر الحاكم الظالم على ظلمه لكنني لا أجيز الخروج المسلح عليه وفرق بين أن أخرج بالسلاح وبين أن أقول إن الظلم لا يجوز فالتبس الأمر على البعض، الأصل أنك سني وهذا منهج سني لا يمكن أن يغيره المتحمسون اليوم بالخروج المسلح الذي حصل ولا بثورة تونس وغيرها مع الفارق بين تونس واليمن ومصر واليمن لكن مع ذلك كله ما دمنا نحكم للحاكم بالإسلام فلا نجيز الخروج عليه بالسلاح فهذا منهجي سواءً كان الحاكم من سنحان أو من خولان أو تعز أو من عدن أو من إب أو من حضرموت أو عربياً أو أعجمياً المهم ما دمنا نحكم له بالإسلام لا يجوز أن نخرج عليه بالسلاح ولذلك لن أندم ولو رأيت نجاحاً وخيراً للأمة بما حصل وسيسرني ذلك جداً جداً لكن إلى الآن مازلنا نتمنى أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل الفتنة فما هو الذي يغرينا الآن بما حصل .


س4إلى أين تتجه الأمر باعتقادكم في دماج هل إلى التهدئة ؟أم أنها ستأخذ منعطفاً آخر ؟وهناك من يبرر ما تعرض له السلفيون في دماج بالرد على موقفهم المناهض للثورة السلمية كيف تعلقون على ذلك؟
أولاً أنا لا أستبعد أي احتمال هل الحوثيون سيعقلون أنهم وقعوا في ظلم فضيع وشنيع جداً عندما منعوا الناس من الطعام والشراب والدواء ومنعوا المرأة وهي في أيام ولادتها أن تخرج إلى المستشفى في صعدة وعندما ضربوا بالأسلحة الثقيلة وقتلوا ما يزيد على سبعين وجرحوا ما يزيد على مائة وسبعين كما ذكر ذلك الشيخ الحجوري في إحدى كلماته لا أستبعد أن يعود الوضع إلى ما كان عليه لكنني أقول إلى الآن الأمور تمشي نحو الأحسن إنشاء الله وأرجوا أن يعقل الحوثيون وأنهم إذا أرادوا أن يحافظوا على ما بقي لهم من السمعة بين بعض الزيدية ومن بعض المتشنجين على الحكومة اليمنية السابقة أن يقفوا إلى هذا الحد أما إذا استمروا فلا أخفيك أن من أسباب توحد السلفيين من طرف اليمن إلى طرفها هذه الفتنة فقد كان بينهم تنافر بدون سبب فالشيخ الحجوري حفظه الله ووفقه وأعانه هو نفسه لم يكن متفاهماً مع كثير جداً من السلفيين لا كنه فوجئ بأن الجميع معه سواءً من كانوا يميلون إلى العمل السياسي أو يميلون إلى العمل الخيري أو الجمعيات أو غير الجمعيات الكل تعاطفوا معه ووقفوا معه فأرجوا أن يتفهم الحوثيون في المستقبل هذا الذي أرجوا
أما من يبرر بالاعتداء على المركز بأنه رد على ما أفتى به الشيخ الحجوري فهذا هدم لقاعدتهم بالنسبة لمن يسمون بالثوار أو الإصلاح وأحزاب المعارضة الأخرى هنا يهدمون قاعدتهم التي تنكر الظلم فوقعوا أو رضوا بالظلم وأيضاً هم يقبلون الرأي والرأي الآخر وهذا يتناقض مع هذه القاعدة، وأيضاً لا يجوز أن نسخّر العلماء للفتاوى التي ترضي السلطان أو المعارضة. فهذا الشيخ قال ما يعتقده حقا. نعم نحن نعتقد أن قتل المتظاهرين لا يجوز لأنهم إخواننا وحتى لو أخطأوا لأنه ما كل خطأ يقتل صاحبه فالقتل يكون في أشياء محددة وعلى كل حال هذا كلام باطل مع العلم أن الحوثي ليس من الثوار وإن حشر نفسه بالساحات وللأسف أن إخواننا في الإصلاح هم يكرهون الحوثيين عد شعر رؤوسهم والعكس وآخر ما حصل من تشاجر في الساحة بل ومراراً وتكراراً كل هذا يدل على أن التحالف الذي كان بينهم ضد الرئيس كان مؤقتاً وهزيلاً وقد قامت الحروب بينهم أثناء ما كانوا متحالفين بالجوف وحجة وغيرهما .


س5ما رأيكم بالإئتلاف الحكومي الحالي؟
بالنسبة ليس عندي جديد في الأمر رغم أنه أخف مما كنا نخشاه من الصدام والدمار لليمن فأهل اليمن جاءت حكمتهم بفضل الله خلافاً لما نشاهده لما حصل في ليبيا وما يحصل الآن في الشام من جزر لأهل السنة هناك وذبح للأبرياء من قبل الحكام النصيريين المارقين فالحكمة اليمانية وجدت في الأخير والحمد لله فإلى الآن لم أرى جديداً ودع الأيام حتى نشاهد ما حكم الله فينا


س6أين سيجد السلفيون أنفسهم بعد الانتهاء من العملية الانتقالية؟
هذا يدل على أن الناس بحاجة إلى أن يفهموا أين السلفيون الآن فالسلفيون بغض النظر عن أن هناك نية عند البعض بأن يقيم حزباً سياسياً وأن يدخلوا في الانتخابات هذه مسألة واردة لعدد من السلفيين لكن هب أن هذا لم يكن السلفيون الناس يحتاجون إليهم أيام الخلافة الراشدة وأيام الحكم الماركسي الإلحادي وما بينهما السلفيون ليسوا مجموعة لها نشاط سياسي محدد فإذا منعت نامت واختفت لا السلفيون فيهم علماء محدثون مفسرون فقهاء أصوليون نحويون فهؤلاء يشتغلون ليلاً ونهاراً في تعبيد الناس لله فخذ على سبيل المثال في مصر الإخوان المسلمون لهم ستة وثمانون عاماً منذ أسسهم الشيخ حسن البناء رحمة الله عليه وهم ممنوعون ومحرومون من العمل السياسي لكن على الأقل كانوا موجودين ومعروفين أنهم يريدون أن يدخلوا في الانتخابات وفي المعارضة وتارة يتفقون مع الحاكم وتارة يختلفون لكن السلفيون يشتغلون بالتربية فلما تحركوا قليلاً نحو العمل السياسي فوجئ الناس بأنهم حصلوا على المرتبة الثانية بعد الإخوان المسلمون وما ذلك إلا أن لهم وجوداً عريضاً وقاعدة شعبية كبيرة فبعض المحافظات حصلوا على المرتبة الأولى فيهما مثل السويس وسوهاج وغيرهما وبعض المحافظات كانوا بالدرجة الثانية بعد الإخوان مع حداثة عملهم السياسي لكن هذا يدل وجودهم في الساحة فالعمل السلفي في اليمن على مختلف الجمعيات والمؤسسات والكيان السلفي الموجود وهو الائتلاف السلفي في اليمن. وثانياً هذه المؤسسات والجمعيات المنضوية تحت هذا الائتلاف سيكون لها أعمال متعددة ومتنوعة خيرية ودعوية ومن نشاط متعدد الأطراف والوجهات على أن هناك من له رغبة في العمل السياسي والدخول في الإنتخابات فالسلفيون سيجدون أنفسهم في الساحة يحتاج الناس إليهم وهم جزء من الناس وليسوا أصحاب مهنة واحدة إذا منعوا من مزاولتها ضاعوا. فالسلفيون سيجدون أنفسهم في كل مجال يعملون للدعوة إلى الله.


س7بن عمر زار صعدة مؤخراً والتقى بزعيم جماعة الحوثي ألا يعد هذا اعترافاً دولياً بالحوثيين كقوة مؤثرة في الساحة ؟
هذا أمر سهل اعترفت الدول أو لم تعترف لكن دعني أقول لك لقد منع ابن عمر بأسلوب أو بآخر من زيارة دماج المحاصرة بترهات منها أن إخواننا في دماج سيمنعونه إذا وصل وهو يلبس البدلة وربطة العنق الكرفتة. ثانياً: ابن عمر هو يمثل الدول التي تقودها أمريكا، وأمريكا نظرتها إلى أهل السنة والجماعة وأي مسلم يدافع عن دينه وشرفه انه متهم بالإرهاب إذا شاءت أو أصحاب ثقافة الإرهاب وهي درجة دون. ولكن أي فصيل شيعي لا يقلقها لأنها جربت الشيعة وأنهم كانوا أنصارها في أفغانستان والعراق وعرفت أن الذي واجهها في العراق وأفغانستان هم أهل السنة ولذلك يوكد على هذا ما قاله محمد علي أبطحي نائب رئيس الجمهورية الإيرانية الأسبق قال إن أمريكا لا ترعى جميلاً فلولا إيران ما دخلت أمريكا العراق ولا أفغانستان والحوثي قد وصلت إلى المخابرات الأمريكية عبر السفارة وغيرها الصورة الحقيقية لهذا الشعار بأنه ليس على ظاهره بل قد وضح ذلك يحي الحوثي نفسه الموجود في ألمانيا وقال أنه مجرد كلام وأنه لا يضر أمريكا ولا إسرائيل وقد افتضح الحوثيون في دماج وأن هذا الشعار إنما هو لقتل اليمنيين سواءً كانوا جنوداً أو مواطنين فأقول ابن عمر التقى بالحوثيين وهم ليسوا مصنفين عنده من الإرهابيين. لكن لو كانوا من أهل السنة وفعلوا واحدا بالمائة مما فعله الحوثيون بالمواجهة لسموا إرهابيين ولذلك لا غرابة أن يلتقي بن عمر بالحوثية ويؤجل زيارة دماج.

زر الذهاب إلى الأعلى